للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناجاتهم، وماذا يلقونه من نوازل حاجاتهم، تر أرواحا تتردد في أجساد قد أذبلتها الخشية، وذللتها الخدمة، وتسربلها الحياء، وجمعها القرب، وأسكنها الوقار، وأنطقها الحذار. أنيسها الخلوة، وحديثها الفكرة، وشعارها الذكر. شغلها بالله متصل، وعن غيره منفصل. لا تتلقى قادما، ولا تشيع ظاعنا. غذاؤها الجوع والظمأ، وراحتها التوكل وكنزها الثقة بالله، ومعولها الاعتماد، ودواؤها الصبر وقرينها الرضا. نفوس قدمت لتأدية الحقوق، ورقيت لنفيس العلم المخزون، وكفيت ثقل المحن ﴿(لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون﴾. ﴿نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم)﴾.

• سمعت أبا بكر محمد بن أحمد يقول سمعت الجنيد يقول: ما من شيء أسقط للعلماء من عين الله من مساكنة الطمع مع العلم في قلوبهم. قال وسمعت الجنيد يقول: فتح كل باب وكل علم نفيس بذل المجهود.

• سمعت عثمان بن محمد العثماني يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول قال الجنيد:

لولا أنه يروى أنه يكون في آخر الزمان زعيم القوم أرذلهم ما تكلمت عليكم.

• حدثنا عثمان بن محمد ثنا بعض أصحابنا قال قيل للجنيد: ما القناعة؟ قال: ألا تتجاوز إرادتك ما هو لك في وقتك.

• سمعت علي بن عبد الله الجهضمي يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول سمعت محمد بن الحريض يقول لما قال الجنيد: إن بدت عين من الكرم ألحقت المسيئ بالمحسن. قال أبو العباس بن عطاء: متى تبدر؟ فقال له الجنيد:

هي بادية، قال الله: سبقت رحمتي غضبي.

• أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير في كتابه وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال سمعت الجنيد بن محمد يقول: لو أن العلم الذي أتكلم به من عندي لفني، ولكنه من حق بدا وإلى الحق يعود، وربما وقع في قلبي أن زعيم القوم أرذلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>