• سمعت أبا بكر بن حمدان يقول: كان أبو حفص حدادا، فكان غلامه يوما ينفخ عليه الكير فأدخل يده في النار وأخرج الحديد من النار، فغشي على غلامه. وترك أبو حفص الحانوت وأقبل على أمره.
• سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا حفص يقول:
تركت العمل فرجعت إليه، وتركني العمل فلم أرجع إليه.
• سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا علي الثقفي يقول: كان أبو حفص يقول: من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال. وكان يقول: من نعت الفقير الصادق أن يكون في كل وقت بحكمه، فإذا ورد عليه وارد يشغله عن حكم وقته يستوحش منه وينفيه.
• سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول سمعت عبد الرحمن بن الحسين يقول: اجتمع مشايخ بغداد عند أبي حفص وسألوه عن الفتوة فقال: تكلموا أنتم فإن لكم العبارة واللسان. فقال الجنيد: الفتوة إسقاط الرؤية وترك النسبة. فقال أبو حفص: ما أحسن ما قلت، ولكن الفتوة عندي أداء الإنصاف وترك مطالبة الإنصاف. فقال الجنيد: قوموا يا أصحابنا فقد زاد أبو حفص على آدم وذريته. قال: وكان أبو حفص يقول: من إهانة الدنيا أني لا أبخل بها على أحد، ولا أبخل بها على نفسي، لاحتقارها واحتقار نفسي عندي.
• سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبا أحمد بن عيسى يقول سمعت أبا حفص يقول: الكرم طرح الدنيا لمن يحتاج إليها، والإقبال على الله لاحتياجك إليه. وقال أبو حفص الحداد: حسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن لأن النبي ﷺ قال: «لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه». وسئل أبو حفص: من الرجال؟ فقال: القائمون مع الله بوفاء العهود. قال الله تعالى:
﴿(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)﴾. وسئل أبو حفص عن العبودية فقال: