للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيدي الخائنين فهو سبب دمارهم ولا عتب على المال إنما العتب على فعلهم بالمال وإذا وقع في أيدي الأمناء كان سبب شرفهم وخلاصهم، ولا معنى للمال إنما كسب لهم الشرف عند الله فعلهم بالمال أدوا أمانة الله في أموالهم فلحق بهم نفع المال. لا ذنب للمال الذنب لك الذنوب إنما تكتسب بالجوارح وليس للضيعة والحانوت جوارح، إنما الجوارح لك وبها تكتسب الذنوب فعلك بما لك أسقطك من عين ربك لا مالك، وفعلك بما لك يصحبك إلى قبرك لا مالك، وفعلك بمالك يوزن يوم القيامة لا مالك.

• حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد المقرئ ثنا الحسن بن علوية الدامغاني قال سمعت يحيى بن معاذ يقول: يا من أقام لي غرس ذكرى وأجرى إلى أنهار نجوى وجعل لي أيام عيد في اجتماع الورى، وأقام لي فيهم أسواق تقوى، أقبلت إليك معتمدا عليك ممتلئ القلب من رجائك، ورطب اللسان من دعائك، في قلبي من الذنوب زفرات ومعي عليها ندامات، إن أعطيتني قبلت وإن منعتني رضيت وإن تركتني دعوت، وإن دعوتني أجبت. فأعطني إلهي ما أريد، فإن لم تعطني ما أريد فصبرني على ما تريد. قال وسمعت يحيى يقول: من أكثر ذكر الموت لم يمت قبل أجله ويدخل عليه ثلاث خصال من الخير أولها المبادرة إلى التوبة، والثاني القناعة برزق يسير، والثالث النشاط في العبادة.

ومن حرص على الدنيا فإنه لا يأكل فوق ما كتب الله له ويدخل عليه من العيوب ثلاث خصال: أولها أن تراه أبدا غير شاكر لعطية الله له، والثاني لا يواسي بشيء مما قد أعطي من الدنيا. والثالث يشتغل ويتعب في طلب ما لم يرزقه الله حتى يفوته عمل الدين.

• حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال سمعت أبا بكر البغدادي يقول سمعت عبد الله بن سهل يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول: الصبر على الناس أشد من الصبر على النار قال وسمعت يحيى يقول: تأبى القلوب للاسخياء الاحبا وإن كانوا فجارا، وللبخلاء إلا بغضا وإن كانوا أبرارا. وقال: يحيى ليس على وجه الأرض أحد إلا وفيه فقر وحرص، ولكن من أخلاق المؤمنين أن يكونوا

<<  <  ج: ص:  >  >>