للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد بأعمال الطاعات لله. ومن سحق عقله ضعف يقينه ومن ضعف يقينه فقد منه خوفه وظهر منه أمنه ومن ظهر منه أمنه كثرت غفلته ومن كثرت منه غفلته قسا منه قلبه ومن قسا منه قلبه لم ينجح فيه موعظة وغلب عليه حب دنياه وكثرت فيه أعمال آخرته بلا حقيقة خوف والله المستعان.

• حدثنا أبي قال سمعت عثمان بن محمد بن يوسف يقول سمعت ابى محمد ابن يوسف يقول قال أحمد بن عاصم: كتب رجل إلى أخيه «أما بعد فاطلب ما يعنيك بترك ما لا يعنيك فإن في ترك ما لا يعنيك درك لما يعنيك». قال:

وكتب رجل إلى أخيه: «أما بعد فالله الله اسمع أحدثك عنه أنه لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ولكن بقدر كرمه وجوده، ولم يفرح المحزونين بقدر حزنهم ولكن بقدر رأفته ورحمته، فما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتودد إلى من يؤذي به فكيف بمن يؤذى فيه؟ وما ظنك بالتواب الرحيم الكريم الذي يتوب على من يعاديه فكيف بمن يعادى فيه والذي يتفضل على من يسخطه ويؤذيه فكيف بمن يترضاه ويختار سخط العباد فيه.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن موسى الأنطاكي. قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن عاصم الأنطاكي يقول: أشر مكنة الرجل البذاء - وهو الوقيعة منه وهي الغيبة - وذلك أنه لا ينال بذلك منفعة في الدنيا ولا في الآخرة بل يبغضه عليه والمتقون يهجره الغافلون، وتجتنبه الملائكة وتفرح به الشياطين. ويقال إنها تفطر الصائم وتنقض الوضوء وتحبط الأعمال وتوجب المقت. والغيبة والنميمة، قرينتان مخرجهما من طريق البغي، والنمام قاتل والمغتاب آكل الميتة، والباغي مستكبر، ثلاثتهم واحد، وواحدهم ثلاثة، فإذا عود نفسه ذلك رفعه إلى درجة البهتان فيصير مغتابا مباهنا كذابا فإذا ثبت فيه الكذب والبهتان صار مجانبا للإيمان. قال أحمد بن عاصم: ولا يكسب بالغيبة تعجيل ثناء ولا يبلغ به رئاسة، ولا يصل به إلى مزية في دنيا من مطعم أو ملبس ولا مال، وهو عند العقلاء منقوص، وعند العامة سفيه وعند الأمناء خائن، وعند الجهال مذموم. ولا يحتمله فى نقص الامن كان فى

<<  <  ج: ص:  >  >>