دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام - وهو حينئذ مصلوب - قال فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل فقال الحجاج: المنافق. فقالت: والله ما كان منافقا، إن كان لصواما قواما برا.
قال انصرفي يا عجوز فإنك قد خرفت، قالت لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله الله ﷺ يقول:«يخرج من ثقيف كذاب ومبير» فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت.
• حدثنا علي بن حميد الواسطي ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن حسان ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا زياد الجصاص عن علي بن زيد بن جدعان عن مجاهد. قال: كنت مع ابن عمر فمر على ابن الزبير ﵄، فوقف عليه فقال: رحمك الله فإنك ما علمت صواما قواما وصولا للرحم، وإني لأرجو أن لا يعذبك الله ﷿. ثم التفت إلي فقال: أخبرني أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: «﴿من يعمل سوءا يجز به﴾».
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا مندل عن سيف أبي الهذيل عن نافع. قال: أدنيت عبد الله بن عمر من جذع ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما فقال: يرحمك الله فو الله إن كنت لصواما قواما.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا أبو عاصم عن عمر بن قيس. قال: كان لابن الزبير مائة غلام، يتكلم كل غلام منهم بلغة أخرى. فكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته، فكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه قلت هذا رجل لم يرد الله طرفة عين، وإذا نظرت إليه في أمر آخرته قلت هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين.
• حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح ومحمد بن ميمون. قالا: ثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة. قال:
ذكرت ابن الزبير عند ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال: كان عفيفا في الإسلام، قارئا للقرآن، أبوه الزبير، وأمه أسماء، وجده أبو بكر، وعمته خديجة، وجدته صفية، وخالته عائشة، والله لأحاسبن له نفسي محاسبة لم