للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وأوصى: من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين ويحمدوه في الحامدين وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأوصي إني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، وأوصي: أن لعبد الله ابن محمد المعروف ببوران علي نحو من خمسين دينارا وهو مصدق فيما قال فيقضى ما له علي من غلة الدار إن شاء الله، فإذا استوفى أعطي ولدي صالح وعبد الله ابنا أحمد بن محمد بن حنبل كل ذكر وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء ما علي لابن محمد. شهد أبو يوسف وصالح وعبد الله ابنا أحمد بن محمد بن حنبل

قال أبو الفضل: ثم سأل أبي أن يحول من الدار التي اكتريت له فاكترى هو دارا وتحول إليها فسأل المتوكل عنه فقيل إنه عليل فقال: قد كنت أحب أن يكون في قربي وقد أذنت له، يا عبيد الله احمل إليه ألف دينار ينفقها وقال لسعيد تهيئ له حراقة ينحدر فيها فجاءه علي بن الجهم في جوف الليل فأخبره ثم جاء عبيد الله ومعه ألف دينار فقال إن أمير المؤمنين قد أذن لك وقد أمر لك بهذه الألف دينار فقال قد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره فردها وقال أنا رفيق علي البرد والطهر ارفق بي. فكتب إلى محمد بن عبد الله في بره وتعاهده فقدم علينا فيما بين الظهر والعصر فلما انحدر إلى بغداد ومكث قليلا قال لي: يا صالح! قلت: لبيك، قال أحب أن تدع هذا الرزق فلا تأخذه ولا توكل فيه أحدا فقد علمت أنكم إنما تأخذونه بسببى فسكت، فقال: مالك؟ فقلت أكره أن أعطيك شيئا بلساني وأخالف إلى غيره فأكون قد كذبتك ونافقتك وليس في القوم أكثر عيالا مني ولا أعذر، وقد كنت أشكو إليك فتقول أمرك منعقد بأمري ولعل الله أن يحل عني هذه العقدة. ثم قلت له وقد كنت تدعو لي فأرجو أن يكون الله قد استجاب لك. قال: ولا تفعل؟ قلت لا! قال قم فعل الله بك وفعل، فأمر بسد الباب بيني وبينه، فتلقاني عبد الله فسألني فأخبرته فقال: ما أقول؟ قلت:

ذاك إليك. فقال له مثل ما قال لي فقال: لا أفعل. فكان منه إليه نحو ما كان

<<  <  ج: ص:  >  >>