للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكلمني هذا وهذا فأرد على هذا وأكلم هذا، ثم أقول يا أمير المؤمنين أعطوني شيئا من كتاب الله ﷿ أو سنة رسوله أقول به. أراه قال فيقول ابن أبي دؤاد: فأنت ما تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسوله. قال: فقلت تأولت تأويلا فأنت أعلم وما تأولت تحبس عليه وتقيد عليه. قال: فقال ابن أبي دؤاد هو والله يا أمير المؤمنين ضال مضل مبتدع وهؤلاء قضاتك والفقهاء فسلهم. فيقول: ما تقولون فيه؟ فيقولون يا أمير المؤمنين هو ضال مضل مبتدع. قال: ولا يزالون يكلموني قال وجعل صوتي يعلو أصواتهم وقال إنسان منهم قال الله تعالى ﴿(ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث)﴾ أفيكون محدثا إلا مخلوقا؟ قال فقلت له قال الله تعالى ﴿(ص والقرآن ذي الذكر)﴾ فالقرآن هو الذكر والذكر هو القرآن ويلك ليس فيها ألف ولام قال فجعل ابن سماعة لا يفهم ما أقول قال فجعل يقول لهم ما يقول؟ قال فقالوا إنه يقول كذا وكذا قال فقال لي إنسان منهم حديث خباب «تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه» قال أبي فقلت لهم نعم هكذا هو. فجعل ابن أبى دواد ينظر إليه ويلحظه متغيظا عليه. قال أبي وقال بعضهم أليس قال ﴿(خالق كل شيء)﴾ قلت قد قال ﴿(تدمر كل شيء)﴾ فدمرت إلا ما أراد الله. قال: فقال بعضهم فما تقول وذكر حديث عمران بن حصين «إن الله كتب الذكر» فقال: إن الله خلق الذكر. فقلت هذا خطأ حدثناه غير واحد إن الله كتب الذكر قال أبي فكان إذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبى دواد فتكلم. فلما قارب الزوال قال لهم قوموا ثم حبس عبد الرحمن بن إسحاق فخلا بي وبعبد الرحمن فجعل يقول أما تعرف صالحا الرشيدي كان مؤدبي، وكان في هذا الموضع جالسا وأشار إلى ناحية من الدار قال فتكلم وذكر القرآن فخالفني فأمرت به فسحب ووطئ ثم جعل يقول لي ما أعرفك ألم تكن تأتينا. فقال له عبد الرحمن يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والحج والجهاد معك وهو ملازم لمنزله. قال: فجعل يقول والله إنه لفقيه وإنه لعالم وما يسوءني أن يكون معي يرد على أهل الملك،

<<  <  ج: ص:  >  >>