بعفو الله عنكم ولو عاجلكم بالعقوبة لهويتم من معصيته إلى طاعته، ولكن حله وستره على معصيته ثم أنشأ يقول: -
إن كنت تفهم ما أقول وتعقل … فارحل بنفسك قبل أن لربك ترحل
وذر التشاغل بالذنوب وخلها … حتى متى وإلى متى تتملل.
• حدثنا محمد بن أحمد بن أبان حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عبد الرحمن حدثني إبراهيم بن رجاء سمعت ابن السماك يقول: أصبحت الخليقة على ثلاثة أصناف، صنف من الذنوب موطن نفسه على هجران ذنبه لا يريد أن يرجع إلى شيء من سيئة، هذا المبرور، وصنف يذنب ثم يذنب ويذنب ويحزن ويذنب ويبكى، هذا يرجى له ويخاف عليه، وصنف يذنب ولا يندم ويندم ولا يحزن ويذنب ولا يبكي، فهذا الخائن الحائد عن طريق الجنة إلى النار.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن زهير بن عباد سمعت ابن السماك يقول: اعلم أن للموعظة غطاء وكشف غطائها التفكر، ولحاجتك إلى العظة أكثر من حاجتك إلى الصلة، وأخاف أن لا تجد لها موضعا في عقلك مع ما فيها من هموم الدنيا.
• حدثنا أبي ثنا أحمد ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين حدثني محمد بن داود بن عبد الله حدثني عبد الله بن أبي الحواري حدثني ابن السماك قال: دخلت البصرة فقلت لرجل كنت أعرفه: دلني على رجل عليه لباس الشعر طويل الصمت لا يرفع رأسه إلى أحد. قال فجعلت أستطعمه الكلام فلا يكلمني فخرجت من عنده فقال لي صاحبى: هاهنا ابن عجوز هل لك؟ فدخلنا عليه فقالت العجوز: لا تذكروا لا بنى شيئا من ذلك من جنة ولا نار، فتقتلوه علي فإنه ليس لي غيره، فدخلنا على شاب عليه من اللباس نحو مما كان على صاحبه منكس الرأس طويل الصمت، فرفع رأسه فنظر إلينا فقال: أما إن للناس موقفا لا تدارسوه، قلت بين يدي من؟ رحمك الله قال فشهق شهقة فمات.
قال ابن السماك: فجاءت العجوز فقالت: قتلتم ولدي؟ قال: فكنت فيمن صلوا عليه. قال: وعزى ابن السماك رجلا فقال: إن المصيبة واحدة إن جزع