به الفزاري إلى منزله، فمرا برجل قد كان إبراهيم بن أدهم سأله مقودا يبيعه ساومه به درهما ودانقين، فقال إبراهيم للفزاري، نريد هذا المقود، فقال الفزاري لصاحب المقود: بكم هذا؟ قال بأربعة دوانيق، فدفع إليه وأخذ المقود، فقال إبراهيم للفزاري أربعة دوانيق في دين من هو.
• أخبرت عن عبد الله حدثني محمد بن هارون بن يحيى بسروج ثنا أبو خالد ابن يزيد بن سفيان أن إبراهيم بن أدهم كان قاعدا في مشرفة بدمشق، إذ مر به رجل على بغلة فقال له: يا أبا إسحاق إن لي إليك حاجة أحب أن تقضيها، فقال إبراهيم: إن أمكنني قضيتها وإلا أخبرتك بعذري، فقال له: إن برد الشام شديد، وإني أريد أن أبدل ثوبيك هذين بثوبين جديدين، فقال إبراهيم: إن كنت غنيا قبلت منك، وإن كنت فقيرا لم أقبل منك، فقال الرجل أنا والله كثير المال كثير الضياع، فقال له إبراهيم: فأين أراك تغدو وتروح على بغلتك؟ قال: أعطي هذا، وآخذ من هذا، وأستوفي من هذا، فقال له إبراهيم: قم فإنك فقير تبتغي الزيادة بجهدك.
• وأخبرت عن عبد الله قال سمعت إسماعيل بن حبيب الزيات يقول سمعت عبد الله بن فلان يحدث عن إبراهيم أنه مر بغلام معه تين في بنيقة فقال:
أعطنا بدانق من هذا، فأبى عليه، فمضى إبراهيم ونظر رجل إلى صاحب التين فقال له: إيش قال لك هذا الرجل؟ فقال: قال لي أعطني من هذا التين بدانق، قال الحقه فادفع إليه ما يريد وخذ مني الثمن، فلحقه فقال: يا عم خذ من هذا التين ما تريد، فالتفت إبراهيم فقال: لا نبتاع التين بالدين.
• وأخبرت عن عبد الله ثنا أبو عمر عن أبيه قال خرج إبراهيم بن أدهم وحذيفة المرعشي ويوسف بن أسباط وإسحاق بن نجيح فمروا بمدينة فقالوا لإسحاق: ادخل هذه فاشتر لنا زادا، فدخل فاشترى واشترى ملحا مصفرا، فلما جاء فوضع الزاد والملح المصفر قالوا له: ما هذا؟ قال: مررت فاشتهيته فاشتريته، فقال له إبراهيم بن أدهم: ليس تدع شهوتك أو تلقيك فيما لا طاقة لك به؟ قال أبو عمر: فأنا رأيت إسحاق بعد بحران سمينا غليظ الرقبة.