للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماعة فقال له: ﴿(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)﴾ قال فقال له سفيان: يا أبا علي! والله لا نفرح أبدا حتى نأخذ دواء القرآن فنضعه على داء القلب.

• حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ثنا أبي ثنا محمد بن مسلم ثنا سلمة بن شبيب ثنا مبارك أبو حماد. قال سمعت سفيان يقول لعلي بن الحسن فيما يوصيه:

يا أخي عليك بالكسب الطيب وما تكسب بيدك، وإياك وأوساخ الناس أن تأكله أو تلبسه، فإن الذي يأكل أوساخ الناس مثله مثل علية لرجل وسفله ليس له، فهو لا يزال على خوف أن يقع سفله وتتهدم عليته، فالذي يأكل أوساخ الناس هو يتكلم بهوى، ويتواضع للناس مخافة أن يمسكوا عنه، ويا أخي إن تناولت من الناس شيئا قطعت لسانك، وأكرمت بعض الناس وأهنت بعضهم مع ما ينزل بك يوم القيامة، فإن الذي يعطيك شيئا من ماله فإنما هو وسخه وتفسير وسخه تطهير عمله من الذنوب، وإن أنت تناولت من الناس شيئا إن دعوك إلى منكر أجبتهم، وإن الذي يأكل أوساخ الناس كالرجل له شركاء في شيء ينبغي له أن يقاسمهم، يا أخي جوع وقليل من العبادة خير من أن تشبع من أوساخ الناس، وكثير من العبادة. وقد بلغنا أن رسول الله قال: «لو أن أحدكم أخذ حبلا ثم احتطب حتى يدبر ظهره كان خيرا له من أن يقوم على رأس أخيه يسأله أو يرجوه». وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال: من عمل منكم حمدناه، ومن لم يعمل اتهمناه، وقال يا معشر القراء ارفعوا رءوسكم ولا تزيدوا الخشوع على ما في القلب، استبقوا في الخيرات ولا تكونوا عيالا على الناس، فقد وضح الطريق. وقال على بن أبى طالب:

<<  <  ج: ص:  >  >>