للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعقوبة ينبغي أن تتوب منها.

• حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء حدثني أبي ثنا محمد بن مسلم ثنا سلمة ابن شبيب ثنا مبارك أبو حماد. قال سمعت سفيان الثوري يقرأ على علي بن الحسن: واعلم أن السنة سنتان، سنة أخذها هدى وتركها ضلالة، وسنة أخذها هدى وتركها ليس بضلالة، وأن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وأن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار، وحقا بالنهار لا يقبله بالليل، وأنه يحاسب العبد يوم القيامة بالفرائض، فان جاء بها نامة قبلت فرائضه ونوافله، وإن لم يؤدها وأضاعها لحقت النوافل بالفرائض، فإن شاء غفر له وإن شاء عذبه، وأولى الفرائض الانتهاء عن الحرام والمظالم، وأن الله تعالى يقول في كتابه ﴿(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)﴾ الآية وقال ﴿(إن الله نعما يعظكم به)﴾ وقال تعالى ﴿(وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)﴾ وإنما عنى به التقوى عن المظالم أن تتناولوها فتنفقوها فى أعمال البر، يا أخي عليك بتقوى الله ولسان صادق ونية خالصة، وأعمال شتى صالحة، ليس فيها غش ولا خدعة، فإن الله يراك وإن لم تكن تراه، وهو معك أينما كنت، لا يسقط عليه شيء من أمرك لا تخدع الله فيخدعك، فإنه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الإيمان ونفسه لا تشعر ولا تمكرن بأحد من المسلمين المكر السيئ، فانه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولا تبغين على أحد من المسلمين فإن الله تعالى يقول ﴿(يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم)﴾ ولا تغش أحدا من المؤمنين فقد بلغنا عن رسول الله أنه قال: «من غش مؤمنا فقد برئ من المؤمنين» ولا تخد عن أحدا من المؤمنين فيكون نفاقا في قلبك، ولا تحسدن ولا تغتابن فتذهب حسناتك، وقد كان بعض الفقهاء يتوضأ من الغيبة كما يتوضأ من الحدث، وأحسن سريرتك يحسن الله علا نيتك وأصلح فيما بينك وبين الله يصلح الله فيما بينك وبين الناس، واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسر هما جميعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>