للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعد، وبعد الأنس الوحشة، ثم أنشأت تقول:

يا واعظا قام لاحتساب … يزجر قوما عن الذنوب

تنهى وأنت السقيم حقا … هذا من المنكر العجيب

لو كنت أصلحت قبل هذا … غيك أو تبت من قريب

كان لما قلت يا حبيبي … موقع صدق من القلوب

تنهى عن الغي والتمادي … وأنت في النهي كالمريب

فقلت لها: إني أرى هذه الذئاب مع الغنم، لا الغنم تفزع من الذئاب ولا الذئاب تأكل الغنم. فإيش هذا؟ فقالت: إليك عني فإني أصلحت ما بيني وبين سيدي فأصلح بين الذئاب والغنم.

• حدثنا الوليد بن أحمد ومحمد بن أحمد بن النضر قالا ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ثنا محمد بن يحيى بن عمر الواسطي ثنا محمد بن الحسين ثنا حكيم ابن جعفر حدثني الحارث بن عبيد. قال: كان عبد الواحد بن زيد يجلس إلى جنبي عند مالك بن دينار، فكنت لا أفهم كثيرا من موعظة مالك لكثرة بكاء عبد الواحد.

• حدثنا الوليد ومحمد قالا ثنا عبد الرحمن ثنا محمد بن يحيى بن بسطام ثنا حاتم بن سليمان الطائي. قال: شهدت عبد الواحد بن زيد في جنازة حوشب، فلما دفن قال رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت حذرا من مثل هذا اليوم، رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت من الموت جزعا أما والله! لئن استطعت لأعملن رحلي بعد مصرعك هذا. قال: ثم شمر بعد واجتهد.

• حدثنا الوليد ومحمد قالا ثنا عبد الرحمن ثنا محمد بن يحيى ثنا عمار بن عثمان الحلبي ثنا حصين بن القاسم الوزان. قال: كنا عند عبد الواحد بن زيد وهو يعظ؛ فناداه رجل من ناحية المسجد كف عنا يا أبا عبيدة فقد كشفت قناع قلبي. قال: فلم يلتفت عبد الواحد إلى ذلك ومر في الموعظة، فلم يزل الرجل يقول: كف عنا يا أبا عبيدة فقد كشفت قناع قلبي، وعبد الواحد لا يقطع موعظته حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت، ثم خرجت نفسه ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>