درهم، وكان أميرا على زهاء ثلاثين ألفا من المسلمين، وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها، وإذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يده.
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا مسعر ثنا عمر بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي. قال:
عرض أبي على سلمان أخته أن يزوجه فأبى، فتزوج مولاة يقال لها بقيرة، فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وبين سلمان رضي الله تعالى عنهما شيء، فأتاه فطلبه فأخبر أنه فى مبقلة له، فتوجه إليه فلقيه ومعه زنبيل فيه بقل قد أدخل عصاه فى عروة الزنبيل وهو على عانقه، فانطلقنا حتى أتينا دار سلمان، فدخل الدار فقال السلام عليكم. ثم أذن لأبي قرة فإذا نمط موضوع، وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط (١). فقال: اجلس على فراش مولاتك التي تمهد لنفسها.
• حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا المعافى بن عمران عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة. قال: انطلقت حتى أتيت المدائن فاذا أنا برجل عليه ثياب خلقان ومعه أديم أحمر يعركه، فالتفت فنظر إلى فأومى بيده مكانك يا عبد الله! فقمت وقلت لمن كان عندي من هذا الرجل؟ قالوا: هذا سلمان. فدخل بيته فلبس ثياب بياض، ثم أقبل وأخذ بيدى أو صافحنى وسألني، فقلت يا عبد الله ما رأيتني فيما مضى ولا رأيتك، ولا عرفتني ولا عرفتك؟ قال بلى! والذي نفسي بيده لقد عرفت روحي روحك حين رأيتك، ألست الحارث بن عميرة؟ فقلت:
بلى! قال فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول:«الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف، وما تناكر منها في الله اختلف».
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد ثنا محمد بن الصباح ثنا سعيد بن محمد ثنا موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية بن عامر. قال:
رأيت سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه أكره على طعام يأكله. فقال: حسبى حسبي. فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أكثر الناس
(١) فى ح: فرطاط بالفاء والقرطاط بالقاف الشئ اليسير.