للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نوحا استغفر الله ثلاثة أشهر فغفر له، وأن إبراهيم استغفر الله من ثلاث خصال (١) قالهن من قبل نفسه انتصب للتوبة ثمانية عشر شهرا، فغفر له ويعقوب وبني يعقوب طلبوا بيان التوبة فبين لهم بعد عشرين شهرا، وموسى بن عمران استغفر الله من الذنوب حولا قال الله قد غفرت له، فقال: رب إذ غفرت لى وافرحت بالمغفرة قلبى وأقررت بالمغفرة عيني وأدخلت لذاذة منطقك مسامعي فلا ترني خصمي يوم القيامة. قال: يا موسى أجورا تسألني؟ يأتي ملك الموت يوم القيامة قابضا على ذقنك حتى تجثو بين يدي، فانتفض موسى وقد سمع بالمغفرة فغشي عليه سبع ليال. فقال له جبريل: يا موسى انقطع رجاءك بعد إذ سمعت بالمغفرة فقال: يا جبريل أليس يقول خصمي يا رب قتلني هذا! فيقول الله يا موسى قتلته فإن قلت لا! قال ألست شاهدك وإن قلت نعم! قال لم قتلته.

فقال موسى أوه فشهق شهقة فغشي عليه شهرا ثم أفاق فسمع كلاما يقول يا موسى لأذلن اليوم من أمن من سخطي وناري وشدة حسابي:

يا موسى ألم أسلم عليك في الكتاب وسلمت عليك جميع ملائكتي: يا موسى كن طيب القلب بالتوحيد بجميع ملائكتي ورسلي وجميع فرائضي وإذا أصبت خطيئة ثم استغفرتنى لم أخذ لك في تارات القيامة، ولم أشمت بك عدوا يوم القيامة. قال: موسى: يا رب ومن عدوى يوم القيامة؟ قال إبليس وحزبه يا موسى: أنا أرحم الراحمين: يا موسى من لقيني وقد عرف أني أغفر وأرحم لم أفاتشه الكبير من المعصية وغفرت له الصغير تطولا عليه بالرحمة: يا موسى قل لبني إسرائيل يحذروني فإني أحب من يحذرني: يا موسى من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ودعا الناس إلى طاعتي فله صحبتي في الدنيا وفي القبر وفى القيامة في ظلي: يا موسى قل لبني إسرائيل إذا أدوا فرائضي يكونوا خاشعين يا موسى قل لبني إسرائيل لا يلهيهم شيء من دنياهم إذا كان حلول فرائضي يا موسى قل لبني إسرائيل لا ينسوني فإنه من لقيني وقد نسيني لم تفارق روحه جسده حتى أفزعه بالنار فزعة لو أدخلت روعتها فى مسامع أهل الدنيا لماتوا


(١) فى مغ: من ثلاث كلمات قالهن الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>