للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبرته. قال: «فأعطه الذى سألك، وجئنى بدلو من ماء البئر الذي يسقى - أو تسقي به - ذلك النخل» قال فانطلقت إلى الرجل فابتعت منه نفسي فشرطت له الذي سألني، وجئت بدلو من ماء البئر الذي يسقى به ذلك النخل، فأتيت به النبي فدعا لي رسول الله فيه فانطلقت فغرست به ذلك النخل. فو الله ما غدرت منه نخلة واحدة. فلما تبين ثبات النخل - أو نبات النخل - أتيت النبي فأخبرته أنه قد تبين ثبات النخل - أو نباته - فدعا لي رسول الله بوزن نواة من ذهب فأعطانيها، فذهبت بها إلى الرجل (١) في كفة الميزان، ووضع له نواة في الجانب الآخر، فو الله ما قلت من الأرض.

فأتيت بها النبي . فقال: «لو كنت شرطت له وزن كذا وكذا لرجحت تلك القطعة عليه» فانطلقت إلى النبي فكنت معه. رواه الثوري عن عبيد المكتب مختصرا. ورواه السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل مطولا (٢).

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو حبيب يحيى بن نافع المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب ثنا السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل البكري أن سلمان الخير حدثه. قال: كنت رجلا من أهل جي - مدينة أصبهان - فبينا أنا إذ ألقى الله تعالى فى قلبى من خلق السموات والأرض؟ فانطلقت إلى رجل لم يكن يكلم الناس يتحرج، فسألته أي الدين أفضل؟ فقال مالك ولهذا الحديث، أتريد دينا غير دين أبيك؟ قلت لا! ولكن أحب أن أعلم من رب السموات والأرض، وأي دين أفضل؟ قال ما أعلم أحدا على هذا غير راهب بالموصل، قال فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد أقتر عليه في الدنيا، فكان يصوم النهار ويقوم الليل، فكنت أعبد كعبادته، فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي. فقلت إلى من توصي بي؟ فقال: ما أعلم أحدا من


(١) كذا فى الأصلين ولعله سقط لفظ (فوضعتها) أو ما هذا معناه
(٢) وردت هذه القصة فى تاريخ بغداد طبعتنا بالتفصيل الوافى فى الجزء الأول ترجمة رقم ١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>