للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثني محمد بن المهاجر: أن رجلا من أهل البصرة رأى في منامه كأن قائلا يقول له حج من عامك هذا، فقال والله ما لي من مال من أين أحج؟ قال احتفر في موضع كذا وكذا من دارك فإن فيه درعا فبعه ثم حج، فلما أصبحت احتفرت فاستخرجت درعا، فبعتها فحججت فقضيت مناسكي، وجئت إلى البيت لأودعه فبينا أنا كذلك إذ غشيتني نعسة فإذا النبي بين أبي بكر وعمر يمشي بينهما، فقال لي النبي إيت عمر بن عبد العزيز فأقره مني السلام وقل له إن رسول الله يقول لك: إن اسمك عندنا عمر المهدي، وأبو اليتامى، فاشدد يدك على العريف والماكس، وإياك أن تحيد عن طريقة هذا وطريقة هذا، فيحاد بك عني. فانتبه وهو يبكى ويقول رسول الله أرسلني، فلو كانت رسالته في الظلمات لم أدعها أو أبلغها أو أموت، فأقبل إلى الشام إلى عمر وكان بدير سمعان، فأتى حاجبه وقال استأذن لي على عمر وقل له إنى رسول الله فاستضعف الحاجب عقله ثم أتاه في اليوم الثاني فقال له: من أنت يا عبد الله؟ قال أنا رسول رسول الله ، فقال الحاجب: هذا موله ليس له عقل، ثم استأذنه اليوم الثالث فقال يا عبد الله من أنت وما تريد؟ ثم دخل على عمر فقال يا أمير المؤمنين هذا إنسان قد ولع بالاستئذان إليك، فإذا قلت من أنت قال أنا رسول رسول الله ، فأذن له فدخل على عمر فقال: من أنت؟ قال: أنا رسول رسول الله ، وأخبره بقصة رؤياه وما رأى في منامه، وقال لقيت رسول الله بين أبي بكر وعمر، وأخبره بالذي أمره به وقال إياك أن تحيد عن طريقة هذا وهذا فيحاد بك غدا عنا، فقال عمر: مروا له بكذا وكذا. قال: ما أقبل لرسالة رسول الله شيئا ولو أعطيتني جميع ما تملك، ثم خرج عنه. فقال عمرو ابن مهاجر - وأنا إذ ذاك أنام على باب أمير المؤمنين مخافة أن يحدث من أمر الناس أمر فأصلحه، وإلا أنبهته - فانتبهت ليلة لبكائه ونشيج قد غلب عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذا الذي قد دهاك؟ ما هذا الذي بلغ بك؟ قال

<<  <  ج: ص:  >  >>