دخلت على رسول الله ﷺ وهو في المسجد جالس، فاغتنمت خلوته. ثم ذكر مثله وزاد قلت: يا رسول الله هل في الدنيا شيء مما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: «يا أبا ذر اقرأ ﴿(قد أفلح من تزكى)﴾ إلى آخر السورة.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: وكان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول ﷺ ملازما وجليسا، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا. سأله عن الأصول والفروع، وسأله عن الإيمان والإحسان، وسأله عن رؤية ربه تعالى، وسأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى، وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء أم تبقى، وسأله عن كل شيء حتى عن مس الحصا في الصلاة.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن خالد بن عبد الله ثنا أبي عن ابن أبي ليلى (١) عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر. قال: سألت رسول الله ﷺ عن كل شيء حتى سألته عن مس الحصا. فقال:«مسه مرة أو دع».
قال الشيخ ﵀: تخلى من الدنيا، وتشمر للعقبى، وعانق البلوى، إلى أن لحق بالمولى.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني بريدة بن سفيان عن القرظى. قال: خرج أبو ذر إلى الربذة فأصابه قدره، فأوصاهم أن اغسلوني وكفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله ﷺ فأعينونا على غسله ودفنه. فأقبل عبد الله بن مسعود ﵁ فى ركب من أهل العراق.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عباس بن الوليد وحدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا الحسن بن الصباح قالا: حدثنا يحيى بن سليم ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم
(١) ابن أبى ليلى هذا غير عبد الرحمن بن أبى ليلى كما يستفاد من الخلاصة.