أخبرنا جرير عن بيان بن بشر عن الشعبى. قال: سأل عمر بلالا عما لقي من المشركين، فقال خباب: يا أمير المؤمنين انظر إلى ظهري. فقال عمر:
ما رأيت كاليوم. قال: أوقدوا لى نارا فما أطفأها إلا ودك ظهري.
• حدثنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الموصلي ثنا محمد بن أحمد بن المثنى ثنا جعفر بن عون ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن خباب. قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو مضطجع فى بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تدعو الله لنا، ألا تستنصر الله لنا، فجلس محمرا وجهه. ثم قال:«والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فيشق باثنين ما يصرفه عن دينه شيء، أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصب ولحم ما يصرفه عن دينه شيء، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تعجلون».
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يحيى بن مندة ثنا خالد بن يوسف السمتي ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي عن خباب بن الأرت. قال: لم يكن أحد إلا أعطى ما سألوه يوم عذبهم المشركون، إلا خبابا كانوا يضجعونه على الرضف فلم يسغبوا (١) منه شيئا.
• حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ثنا أبو إسحاق قال سمعت حارثة بن مضرب. قال: دخلنا على خباب وقد اكتوى. فقال:
ما أعلم أحد لقى من البلاء ما لقيت، لقد مكثت على عهد رسول الله ﷺ ما أجد درهما وإن في ناحية بيتي هذا أربعين ألفا - يعني دراهم - لولا أن رسول الله ﷺ نهانا - أو نهى - أن يتمنى أحد الموت لتمنيته.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا موسى بن اسحاق الأنصارى ثنا عبد الحميد ابن صالح ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب.
قال: دخلنا على خباب وقد اكتوى في بطنه سبع كيات. فقال: لولا أن رسول الله ﷺ قال: «لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته». فقال بعضهم: اذكر صحبة النبي ﷺ والقدوم عليه. فقال قد خشيت
(١) كذا فى الأصلين: ولعله يستغبوا أو نحو ذلك مما يفيد عدم الاجابة إلى ما يريدونه