محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة الرملى قالا ثنا يزيد بن وهب ثنا عيسى بن يونس عن هارون بن أبي وكيع قال سمعت زاذان أبا عمرو يقول: دخلت على ابن مسعود فوجدت أصحاب الخز واليمنية قد سبقوني إلى المجلس، فقلت: يا عبد الله من أجل أني رجل أعجمى أدنيت هؤلاء وأقصيتنى، قال: ادن! فدنوت حتى ما كان بيني وبينه جليس، فسمعته يقول:«يؤخذ بيد العبد أو الأمة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين ثم ينادي مناد هذا فلان بن فلان فمن كان له حق فليأت إلى حقه فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على ابنها وأخيها أو على أبيها أو على زوجها ثم قرأ ابن مسعود ﴿فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾ فيقول الرب تعالى للعبد: ائت هؤلاء حقوقهم فيقول يا رب فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم، فيقول للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طلبته، فإن كان وليا لله فضلت من حسناته مثقال حبة من خردل من خير ضاعفها حتى يدخله بها الجنة، ثم قرأ ﴿إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما﴾. وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة: يا رب فنيت حسناته وبقي طالبون، فيقول للملائكة: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى سيئاته وصكوا له صكا إلى النار».
قال الشيخ رحمه الله تعالى: هارون بن أبي وكيع هو ابن عشرة تفرد به عنه زاذان، ورواه يحيى بن زكرياء الانصارى عنه مختصرا مرفوعا.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا عمرو بن مخلد ثنا يحيى بن زكرياء الأنصاري ثنا هارون بن عشرة عن زاذان. قال: دخلت على عبد الله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج، فقلت:
أدنيت الناس وأقصيتنى! فقال: ادن فأدناني على بساطه حتى أقعدني ثم قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه يكون للوالدين على ولدهما دين، فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول: أنا ولدكما، فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك». تفرد برفعه يحيى وهو المعروف بابن أبي الحواجب.