فرد عليه عثمان حتى سرى - أي عظم - أمرهما. فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فحضرها، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان. فقال: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، فقد كنت فى ذمة منيعة. فقال عثمان:
بلى والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها فى الله، وإنى لفى جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس فقال عثمان بن مظعون فيما أصيب من عينه:
فإن تك عيني في رضا الرب نالها … يدا ملحد فى الدين ليس بمهتد
فقد عوض الرحمن منها ثوابه … ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد
فإنى وإن قلتم غوى مضلل … سفيه على دين الرسول محمد
أريد بذاك الله والحق ديننا … على رغم من يبغي علينا ويعتدي
وقال علي بن أبي طالب ﵇ فيما أصيب من عين عثمان بن مظعون ﵄:
أمن تذكر دهر غير مأمون … أصبحت مكتئبا تبكى كمحزون
أمن تذكر أقوام ذوى سفه … يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين
لا ينتهون عن الفحشاء ما سلموا … والغدر فيهم سبيل غير مأمون
ألا ترون - أقل الله خيرهم - … أنا غضبنا لعثمان بن مظعون
إذ يلطمون ولا يخشون مقلته … طعنا دراكا وضربا غير مأفون
فسوف يجزيهم إن لم يمت عجلا … كيلا بكيل جزاء غير مغبون.
• حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء.
قالت: توفي عثمان بن مظعون في دارنا، فلما نمت رأيت عينا تجري لعثمان بن مظعون، فذكرت ذلك للنبي ﷺ فقال: «ذاك عمله».
• حدثنا فاروق الخطابي ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري. قال: كانت الحبشة متجرا لقريش يجدون فيها رفقا من الرزق وأمانا، فأمر رسول الله ﷺ بها أصحابه. فانطلق إليها عامتهم حين قهروا وتخوفوا الفتنة، فخرجوا