(وعن عائشةَ قالتْ: شكا الناسُ إلى رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُحُوطَ المطرِ) هوَ مصدرٌ كالقحطِ، (فأمرَ بمنبرٍ فوضِعَ لهُ في المصلَّى، ووعدَ الناسَ يومًا يخرجونَ فيهِ) عَيَّنَهُ لهم، (فخرجَ حينَ بدا حاجبُ الشمسِ، فقعدَ على المنبرِ) قالَ ابنُ القيم (٢): إنْ صحَّ، إلَّا ففي القلبِ منهُ شيءٌ، (فكبّرَ وحمدَ اللَّهَ ثمَّ قال: إنَّكم شكوتم جَدْبَ دياركم فقدْ أمركمُ اللَّهُ أنْ تدعوهُ) قالَ تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(٣)، (ووعدَكم أنْ يستجيبَ لكم) كما في الآية الأُولى، وفي قولهِ:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(٤).
(ثمَّ قالَ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الرَّحمن الرحيمِ) فيهِ دليلٌ على عدمِ افتتاحِ الخطبةِ بالبسملةِ، بلْ بالحمدُ [للَّهِ](٥)، ولم تأتِ روايةٌ عنهُ - صلى الله عليه وسلم - أنهُ افتتحَ الخطبةَ بغيرِ التحميدِ، (ملكِ يومِ الدينِ، لا إلهَ إِلَّا اللَّهُ يفعلُ ما يريدُ، اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ، لا إلهَ إِلَّا أنتَ،
(١) في "السنن" (١/ ٦٩٢ رقم ١١٧٣). قلت: وأخرجه الحاكم (١/ ٣٢٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٣٤٩). والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٢٥)، وابن حبان في "الإحسان" (٧/ ١٠٩ رقم ٢٨٦٠) من طريق خالد بن نزار حدثني القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به، وإسناده حسن. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، مع أن خالد بن نزار وشيخه القاسم لم يخرج لهما الشيخان شيئًا. وقال أبو داود: "هذا حديث غريب إسناده جيد، أهل المدينة يقرأونا ملك يوم الدين"، وإن هذا الحديث حجة لهم". وخلاصة القول: أن الحديث حسن، والله أعلم. (٢) في "زاد المعاد" (١/ ٤٥٧). (٣) سورة غافر: الآية ٦٠. (٤) سورة البقرة: الآية ١٨٦. (٥) في (ب): "له".