وأبو ذرٍّ منْ أعيانِ الصحابةِ وزُهَّادِهِم والمهاجرينَ، وهوَ أولُ مَنْ حيَّا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بتحيةِ الإسلامِ، وأسلمَ قديمًا بمكةَ، [يقالُ](٣): كانَ خامسًا في الإسلامِ، ثمَّ انصرفَ إلى قومهِ إلى أن قدِمَ المدينةَ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعدَ الخندقِ، ثمَّ سكنَ بعدَ وفاتِهِ - صلى الله عليه وسلم - الربذة (٤) إلى أنْ ماتَ بها سنةَ اثنتينِ وثلاثينَ في خلافةِ عثمانَ، وصلَّى عليهِ ابنُ مسعودٍ. ويقالُ: إنهُ ماتَ بعده بعشرةِ أيامٍ.
(نحوُهُ) أي: نحوُ حديثِ أبي هريرة ولفظهُ: "قالَ أبو ذرٍّ: اجتويتُ المدينةَ فأمرَ لي رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بإبل، فكنتُ فيها، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: هلك أبو ذرٍّ، [فقال](٥): ما حالك؟ قلت: كنت أتعرضُ للجنابةٍ وليسَ قربي ماءٌ، قالَ: الصعيدُ طهورٌ لِمَنْ لمْ يجدِ الماءَ، ولو عشرَ سنينَ".
(وصحَّحهُ) أي: حديثَ أبي ذرٍّ "الترمذيُّ".
قالَ المصنِّفُ في "الفتح": إنهُ صحَّحهُ - أيضًا - ابنُ حبانَ (٦) والدارقطنيُّ (٧).
(١) انظر ترجمته في: "مسند أحمد" (٥/ ١٤٤) و"طبقات ابن سعد" (٤/ ٢١٩ - ٢٣٧)، و"التاريخ الكبير" (٢/ ٢٢١ رقم ٢٢٦٥)، و"المعجم الكبير" (٢/ ١٤٧ - ١٥٨ رقم ١٨٢)، و"المستدرك" (٣/ ٣٣٧ - ٣٤٦)، و"حلية الأولياء" (١/ ١٥٦ - ١٧٠ رقم ٢٦)، و"الاستيعاب" (٢/ ١٦٩ - ١٧٧ رقم ٣٤٠)، و"الإصابة" (٢/ ١٠٣ رقم ١٢١٠)، و"جامع الأصول" (٩/ ٥١ - ٥٩ رقم ٦٥٩٤)، و"مجمع الزوائد" (٩/ ٣٢٧ - ٣٣٢). (٢) زيادة من (ب). (٣) زيادة من (ب). (٤) الربذة: قرية من قرى المدينة قريبة من ذات عرق، فيها قبر أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -. وانظر: "معجم البلدان" (٣/ ٢٤ - ٢٥). (٥) في (ب): "قال". (٦) في "صحيحه" (ص ٧٥ رقم ١٩٦) "الموارد". (٧) في "السنن" (١/ ١٨٧ رقم ١ - ٦). =