ووجهُ الجمْع بينَ هذا الحديثِ والذي قبلَه ما [قالهَ](٥) البيهقيُّ ولفظُه: والجمعُ بينَ قولهِ - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ الصدقةِ ما كانَ عن ظهرِ غنىً"، [و](٦) قولهُ: "أفضلُ الصدقةِ جهدُ المقلِّ" أنهُ يختلفُ باختلافِ أحوالِ الناسِ في الصبرِ على الفاقة والشدةِ والاكتفاءِ بأقلِّ الكفايةِ، وساقَ أحاديثَ تدلُّ على ذلكَ.
[بيان الأولوية في التصدق]
٦/ ٥٩٦ - وَعَنْهُ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَصَدَّقُوا"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي دِينَارٌ، قَالَ:"تَصَدَّقْ عَلَى نَفْسِكَ"، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ،
= جعدة الراوي عن أبي هريرة لم يخرج له مسلم. قلت: وأخرجه ابن خزيمة (٤/ ٩٩ رقم ٢٤٤٤)، والبيهقي (١/ ٤٨٠)، وإسناده صحيح. وللحديث شواهد كما تقدم قريبًا. والخلاصة: أن الحديث صحيح، والله أعلم. (١) لابن الأثير (١/ ٣٢٠). (٢) لم أجده من حديث أبي ذر عند النسائي، انظر: "تحفة الأشراف" (٩/ ٣٤٦)، و (١٠/ ٢٩٧). (٣) في "الإحسان" (٨/ ١٣٥ رقم ٣٣٤٧). (٤) في "السنن" (٥/ ٥٩ رقم ٢٥٢٧ و ٢٥٢٨). قلت: وأخرجه ابن خزيمة (٤/ ٩٩ رقم ٢٤٤٣)، والحاكم (١/ ٤١٦)، والبيهقي (٤/ ١٨١ - ١٨٢)، من طرق. وهو حديث صحيح، والله أعلم. (٥) في (أ): "قال". (٦) في (أ): "يبين".