(وَعَنْ أَبي سَعِيدِ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: إيّاكُمْ وَالْجُلُوسُ بالطُّرقاتِ) بضمتينِ جمعُ طريقِ (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا بدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فإذَا أَبَيْتُمْ)، أي: امتنعتُم عنْ تركِ الجلوسِ على الطرقاتِ، (فَأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ) عنِ المحرماتِ، (وَكَفُّ الأذَى) عنِ المارِّينَ بقولٍ أو فعلٍ، (وَرَدُّ السّلَامِ) إجابتُه على مَنْ [سلَّم](٢) عليكمْ من المارِّينَ، إذِ السلامُ يسنُّ ابتداءً للمارِّ لا للقاعدِ، (والأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). قالَ القاضي عياضٌ (٣): فيهِ دليلٌ على أنَّهم فهِمُوا أنَّ الأمرَ ليسَ للوجوبِ، [وإنما هو](٤) للترغيبِ [فيما](٥) هو الأَوْلَى؛ إذْ لو فهمُوا الوجوبَ لم يراجعُوا. قالَ المصنفُ: ويحتملُ أنَّهم رَجَوْا وقوعَ النسخِ تخفيفًا لما شَكَوْا منَ الحاجةِ إلى ذلكَ. وقدْ زيدَ في أحاديثِ حقِّ الطريقِ على هذهِ الخمسةِ المذكورةِ، زادَ أبو داودَ (٦): وإرشادُ ابنِ السبيلِ، وتشميتُ العاطسِ [إذا حمِدَ اللهَ](٧). وزادَ سعيدُ بنُ منصورٍ (٨): وإغاثةُ الملهوفِ، وزادَ البزارُ (٩): والإعانةُ علَى الحمْلِ،
(١) أخرجه البخاري رقم (٢٤٦٥)، ومسِلم رقم (٢١٢١). قلت: وأخرجه البغوي في "شرح السنة" رقم (٣٣٣٨)، وأبو داود رقم (٤٨١٥). (٢) في (ب): "رده". (٣) ذكره في "الفتح" (١١/ ١٢). (٤) في (ب): "أنه". (٥) في (أ): "في". (٦) في "السنن" رقم (٤٨١٦). (٧) زيادة من (ب). (٨) لم يطبع الكتاب بعد فيما أعلم. (٩) في "كشف الأستار" (٢/ ٤٢٥ رقم ٢٠١٩).