قالَ الترمذيُّ (٧): عامةُ مَن رواهُ قالُوا خمسًا وعشرينَ إلّا ابنَ عمرَ فقالَ [سبعةً](٨) وعشرينَ، ولهُ روايةٌ فيها: خمسًا وعشرينَ، ولا منافاةَ فإنَّ مفهومَ العددِ غيرُ مرادٍ، فروايةُ الخمسِ والعشرينَ داخلة تحت رواية السبع والعشرين، أو أنه أخبر - صلى الله عليه وسلم - بالأقل عددًا أوَّلًا، ثم أخبر بالأكثرِ، وأنهُ زيادةٌ تفضَّلَ اللَّهُ بها، وقد زعمَ قومٌ أن السبعَ محمولةٌ على مَنْ صلَّى في المسجدِ، والخمسَ لمنْ صلَّى في غيرهِ، وقيلَ: السبعُ لبعيدِ المسجدِ، والخمسُ [لقريبِ المسجدِ](٩)، ومنهم مَنْ أبدى مناسباتٍ وتعليلاتٍ استوفاها المصنفُ في فتح الباري (١٠)؛ "وهي أقوالٌ تخمينيةٌ ليسَ عليها نصٌّ، والجزءُ والدرجةُ [هما](١١) بمعنًى واحدٍ [هنا](١٢)؛ لأنهُ عبَّرَ بكلِّ واحدٍ [منها](١٣) عن الآخرِ. وقد وردَ تفسيرُهما بالصلاةِ، وأنَّ صلاةَ الجماعةِ بسبعٍ وعشرينَ صلاةً فرادى، والحديثُ حثَّ على الجماعةِ، وفيهِ دليلٌ على عدمِ وجوبِها، وقد قالَ: بوجوبِها جماعةٌ منَ العلماءِ مستدلِّينَ بقولِهِ:
(١) أخرجه البزار (١/ ٢٢٧ رقم ٤٥٩ - كشف)، والطبراني في الأوسط - كما في "المجمع" (٢/ ٣٨)، وقال الهيثمي: "ورجال البزار ثقات". (٢) أخرجه أحمد (٦/ ٤٩)، والنسائي (٢/ ١٠٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣٨٦) بسند صحيح. (٣) أخرجه الطبراني في "الكبير" - كما في "المجمع" (٢/ ٣٨)، وقال الهيثمي: وفيه من لم يسمَّ. (٤) أخرجه البزار (١/ ٢٢٥ رقم ٤٥٤ - كشف)، والطبراني في "الكبير" - كما في "المجمع" (٢/ ٣٩)، وقال الهيثمي: وفيه عبد الحكيم بن منصور، وهو ضعيف. (٥) أخرجه الطبراني في الأوسط والكبير - كما في "المجمع" (٢/ ٣٨) وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة ضعيف. (٦) أخرجه الطبراني في الكبير - كما في "المجمع" (٢/ ٣٨ - ٣٩) وقال الهيثمي: وفيه الربيع بن بدر، وهو ضعيف. (٧) في "السنن" (١/ ٤٢٠ - ٤٢١). (٨) في (أ): "سبعًا". (٩) في (ب): "لقريبه". (١٠) (٢/ ١٣٢ - ١٣٣). (١١) زيادة من (أ). (١٢) زيادة من (ب). (١٣) في (أ): منهما.