الثاني: أن هذا الذي ذكروه من فن الكلام، وهو مجمع على ذمه وإنكاره، وأنه ليس بحجة ولا دليل. والدليل على الإجماع قول العلماء: قال ابن عبد البر: أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء.
وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق بن [خويز منداد] البصري المالكي: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل البدع والأهواء: أشعريا كان أو غير [أشعري](١)، ولا تقبل لهم شهادة في الإسلام، ويهجرون ويؤدبون على [بدعتهم](٢).
(١) في الأصل (شعري) بدون همزة، والصواب ما أثبت. (٢) في الأصل (بدعته) بالإفراد والصواب الجمع. (ويهجروا ويؤدبوا).