تسمى هذه السورة بسورة النور، وقد وردت هذه التسمية في أحاديث وآثار منها:
أولاً: عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علموا رجالكم سورة المائدة، وعلموا نساءكم سورة النور»(١).
ثانيًا: عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإن فيهن الفرائض»(٢).
(الجزء قم: ٨٩ PgPg ٢٤٦
وهذه التسمية هي المثبتة في المصاحف وكتب التفسير، ولا يعرف لها اسم آخر، ووجه تسميتها بذلك لتضمُّنها الآية المشرقة آية النور، وهي قوله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، ولما اشتملت عليه من الأحكام والآداب والفضائل التي تدعو إلى العفاف والستر وحفظ الأعراض التي تنير للمؤمن قلبه وحياته.
عدد آياتها:
اختلف أهل العدِّ في آيات سورة النور، ففي عدِّ أهل مكة والمدينة اثنتان وستون، وفي عدِّ البقية أربع وستون، والمختلف فيها آيتان هما: قوله تعالى: {بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}، وقوله:{يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ}(٣).
(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور (١٠/ ٦٣٢) ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي، وهو مرسل، ومجاهد بن جبر: من التابعين، كان إمامًا في التفسير، وأحد تلامذة ابن عباس رضي الله عنهما، توفي سنة (١٠٣هـ)، انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (٤/ ٤٤٩)، طبقات المفسرين للداودي (٢/ ٣٠٥). (٢) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٣٩٥)، وقال: (صحيح على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي، والمسور بن مخرمة بن نوفل القرشي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وسمع منه، مات سنة (٦٤هـ)، انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (٣/ ٣٩٦)، الإصابة لابن حجر (٣/ ٣٩٩). (٣) انظر: البيان في عد آي القرآن لأبي عمرو الداني ص١٩٣ بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي (١/ ٣٣٤).