س: جرى بيني وبين أحد المثقفين في علومهم الحديثة من مدرسي الجامعة أبيدجان ساحل العاج حيث يقول: «إن ربكم ينزل إلى السماء الدنيا في آخر كل ليلة (١)». قلت له: بلا شك، وقرأت الحديث له، وقال: إن ثبت ذلك معناه أن ربكم لم يستقر على العرش كما هو في القرآن {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(٢)؛ لأن آخر الليل لم تزل على بقعة من الأرض من بقعاتها حسب دورانها حول نفسه بقدرة الله تعالى حتى تقوم الساعة فتوقفت وسكت؟
ج: لا تعارض بين نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة - مع اختلاف الأقطار - وبين استوائه عز وجل على العرش؛ لأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، ففي الإمكان أن ينزل كما
(١) حديث النزول أخرجه الإمام أحمد ٢/ ٤١٩و ٥٠٤، والبخاري برقم ١١٤٥، ومسلم برقم ٧٥٨، وأبو داود برقم ٤٧٣٣، ٣٤٩٣، وابن ماجه برقم ١٣٦٦، والدارمي في السنن برقم ١٤٩١. (٢) سورة طه الآية ٥