الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
الزكاة عبادة مالية، فرضت في السنة الثانية من الهجرة، وقيل في السنة الرابعة، وهي إحدى دعائم الإسلام الخمس، جاءت النصوص الكثيرة من كتاب الله، ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمشروعيتها، وغالبها مقرون بالصلاة وبالجهاد وبالصبر، دفعها مظهر لشكر الله تعالى على كرمه وتكرمه وفضله وتفضله. دافعها حري بمرضاة الله ورحمته ومغفرته، ومنعها سبب من أقوى الأسباب لغضب الله ومحق المال.
الزكاة في اللغة من زكا يزكو إذا نما، قال تعالى:{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}(٢) وقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}(٣) وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}(٤) وقال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}(٥) فهي بما ذكر تدل على معان مشتركة هي: الطهارة والنماء والبركة والمدح.
(١) ورد للكاتب ترجمة في العدد السابع من المجلة. (٢) سورة الروم الآية ٣٩ (٣) سورة التوبة الآية ١٠٣ (٤) سورة الشمس الآية ٩ (٥) سورة النجم الآية ٣٢