المبحث السادس: في بيان المراد بالدعاء في أدبار الصلوات:
تقدم أن الدعاء في أدبار الصلوات المكتوبة يرجى له الإجابة، ومظنة قبول من الله سبحانه، وفيه ورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل: أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبة (١)».
ونريد في هذا المبحث، أن نبين المراد بأدبار الصلوات، فلننظر إلى دلالة لفظ:" دبر " في كتب اللغة، ثم نتأمل دورانه في كتب السنة؛ لنقف على دلالاته المختلفة.
جاء في جمهرة اللغة:" الدبر: ضد القبل، والإدبار: خلاف الإقبال، وأمس الدابر: الذاهب "(٢).
وفي مجمل اللغة:" الدبر: خلاف القبل، والدبير: ما أدبرت به المرأة من غزلها حين تفتله "(٣).
وفي معجم مقاييس اللغة:" دبر " الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أن جله في قياس واحد، وهو آخر الشيء، وخلفه خلاف
(١) أخرجه الترمذي في الدعوات، باب (٧٩) ٥/ ٥٢٧، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه الطبراني في الدعاء ٢/ ٨٤٢. (٢) ١/ ٢٤٢. مادة د ب ر. (٣) ص ٣٤٤، ٣٤٥.