أما كيف نحافظ على توازننا مستقبلا في ظل ما وصلنا إليه من النهضة الشاملة، والمستوى الحضاري المرموق، دون انحراف عن الصراط المستقيم الذي رسمه لنا المولى بقوله:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(١)، فإن ذلك يكمن في الثبات والاستقامة على هذا المنهج القويم الذي تركنا عليه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك كتاب الله وسنتي (٢)»، وأن نستديم هذه النعم الوفيرة بحمد الله وشكره عليها؛ عملا بقول المولى سبحانه:{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}(٣)، وبقوله تعالى:
(١) سورة الأنعام الآية ١٥٣ (٢) سنن ابن ماجه المقدمة (٤٤). (٣) سورة النساء الآية ١٤٧