يقول الطيبي: مذهب الجبرية: إثبات القدرة لله ونفيها عن العبد أصلا، ومذهب المعتزلة بخلافه، وكلاهما من الإفراط والتفريط على شفا جرف هار، والطريق المستقيم: القصد (١).
والذي يعنينا في هذا المقام هو قول أهل السنة والجماعة، وهو القول الوسط والقول الحق المستمد من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو المذهب الحق الذي عليه السلف الصالح من هذه الأمة: أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن الله - سبحانه وتعالى - خالق لأفعال العباد، كما قال تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}(٢)، وقوله:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}(٣)،
(١) انظر: فتح الباري (١١/ ٥١٢). (٢) سورة القمر الآية ٤٩ (٣) سورة الفرقان الآية ٢