الواقع أن العلماء في إجابتهم على هذا السؤال انقسموا إلى فرقتين:
الفرقة الأولى: قررت هذه الفرقة أنه لا يوجد أي فرق بين النبي والرسول فكلا اللفظين معناهما الإنباء والإخبار، فالنبي هو من ينبئ والرسول يبلغ الرسالة، وعلى ذلك فلا فرق بينهما. والواقع أن أصحاب هذا الرأي استندوا في تفسيرهم للفظين إلى اللغة باعتبار أن النبي اسم فاعل أو اسم مفعول، والرسول اسم مفعول، وبناء على هذا قرروا عدم وجود فرق بين اللفظين.
الفرقة الثانية: وهم جمهور العلماء، فقد قرروا وجود فرق بين لفظي نبي ورسول، واستندوا في ذلك على القرآن والأحاديث الشريفة التي تؤيدهم في هذا الرأي، ومن ذلك:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}(١).
يقول الإمام الألوسي في تفسير الآية: وعطف نبي على رسول يدل على المغايرة بينهما وهو الشائع، ويدل على المغايرة أيضا ما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - «سئل عن الأنبياء فقال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، قيل: فكم الرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا (٢)».