أولا: في بيان معنى التوسط، والمراد بأهل السنة والجماعة، ولم سموا بذلك؟
أ - في بيان معنى التوسط:
التوسط لغة: الاعتدال، يقول ابن منظور في اللسان: وسط الشيء وأوسطه: أعدله.
وفي التنزيل قال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}(١) الآية.
قال الزجاج: فيه قولان؛ قال بعضهم: وسطا أي عدلا. وقال بعضهم: خيارا، واللفظتان: وإن اختلفتا، فالمعنى واحد لأن العدل: خير، والخير: عدل (٢).
والأظهر تفسير الوسط في الآية: بمعنى عدلا، لما روى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}(٣) الآية قال: عدلا ".
والمراد بالتوسط هنا: هو الاعتدال بين الإفراط والتفريط. فالمتوسطون: هم المعتدلون لا إفراط عندهم ولا تفريط. ولما كان التوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا (٤).
(١) سورة البقرة الآية ١٤٣ (٢) انظر: لسان العرب مادة وسط جـ ٣، ص ٩٢٤. (٣) سورة البقرة الآية ١٤٣ (٤) انظر: فتح القدير، جـ١، ص ١٥٠، وتفسير وبيان ص٢٢.