المطلب الرابع: المشركون يؤمنون ويقرون بأن الله هو رب العالمين ومع ذلك يتخذون الأنداد:
ذكر الله تعالى عن المشركين أنهم يسوّون بين رب العالمين والآلهة المخلوقة في العبادة والمحبة والخوف والرجاء. ثم يوم القيامة يتبين لهم حينئذ ضلالهم. قال تعالى عنهم: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي:" وأقرّوا بعدل الله في عقوبتهم، وأنها في محلها وهم لم يسووهم برب العالمين إلا في العبادة، لا في الخلق؛ بدليل قولهم {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} إنهم مقرّون أن الله رب العالمين كلهم، الذين من جملتهم أصنامهم وأوثانهم "(١)(٢) فالله خلق السماوات والأرض وهذا يدل على كمال قدرة الله وسعة علمه وانفراده بالخلق وتدبيره، فهو المستحق وحده للعبادة
(١) تفسير السعدي ص ٥٩٣. (٢) تفسير السعدي ص ٥٩٣. ') ">