الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، القائل {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(١) والصلاة والسلام، على من كان أحسن الناس خلقا (٢) نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
أما بعد فإن حياة المسلم بجميع تفاصيلها: ممارسة عبادية وخلافة ربانية. حددت الشريعة المطهرة ضوابطها، ومعالمها وتكفلت بتمييز جوانبها وأشكالها. وفن معاملة الإنسان لبني جنسه - على كافة المستويات - باعتباره جانبا حيويا في حياة الفرد المسلم، حظي بنصيب وافر، من اهتمام النصوص الشرعية. روى عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا (٣)» وعن أبي الدرداء رضي الله
(١) سورة القلم الآية ٤ (٢) أخرجه البخاري ٧/ ١١٩ ومسلم رقم ٢١٥٠ عن أنس رضي الله عنه. (٣) أخرجه البخاري ٧/ ٨٢ ومسلم رقم ٢٣٢١ والترمذي رقم ١٩٧٦ وأحمد في المسند ٢/ ١٦١، ١٨٩، ١٩٣.