لعمل المسلم ثمرات لا تقارن بثمرات عمل الكافر، وذلك لمضاعفة أجور المسلم عند الاحتساب. حيث إن عمل المسلم على قسمين: عمل عبادة محضة. وعمل عادة وعبادة، وهذا ما أزيده بيانا في المطلبين الآتيين:
المطلب الأول: العبادة المحضة:
أجل وأعظم عمل يعمله المسلم هو العبادة الخالصة لله تعالى، كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، وغيره من العبادات المحضة. ويجني المسلم ثمرات هذه الأعمال الصالحة الخالصة مرتين: مرة عاجلة في دنياه، وأخرى آجلة في أخراه. فالعاجلة هي ما يجده المسلم من طيب العيش في الحياة الدنيا بسبب هذه الأعمال الصالحة، كما أخبر الله تعالى بقوله. {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(١). ومن ذهاب الخوف عنه والحزن، وتبشيره بالنعيم المقيم قبل مغادرته الحياة الدنيا، كما قال الله تعالى:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}(٢){الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}(٣){لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(٤).
(١) سورة النحل الآية ٩٧ (٢) سورة يونس الآية ٦٢ (٣) سورة يونس الآية ٦٣ (٤) سورة يونس الآية ٦٤