يقول الزهاوي في معرض استدلاله بهذه الآية:(إن الكفار يعبدون الأنبياء والملائكة على أنهم أرباب، فيقول الله لهم: أولئك الذين تعبدونهم هم يتوسلون إلى الله بمن هو أقرب، فكيف تجعلونهم أربابا وهم عبيد مفتقرون إلى ربهم متوسلون إليه بمن هو أعلى مقاما منهم)(٣) الجواب: يقال لهم استدلالكم باطل، ذلك أن المراد بالوسيلة التي أخبر الله بأن الذين يدعوهم المشركون أربابا يبتغونها إليه؛ لأنهم أهل الإيمان به هي- كما قال شيخ الإسلام (٤) ما يتقرب به إلى الله من الواجبات والمستحبات، فهي قربة بطاعة أمر الله بها عباده.
قال الشوكاني:(ولا خلاف في يبتغون أنها بالتحية والوسيلة القربة بالطاعة والعبادة)(٥).
(١) سورة الإسراء الآية ٥٦ (٢) سورة الإسراء الآية ٥٧ (٣) انظر: الضياء الشارق ص ٤٩٧. (٤) قاعدة جليلة ص ٤٨. (٥) فتح القدير ج ٣ ص ٢٣٧.