الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فقد قضت حكمة الله تعالى وإرادته: أن تكون الزوجية هي قاعدة بناء الكون كله، فقال الله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}(١) وقال سبحانه: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(٢) وهكذا كانت الإنسانية - كذلك - زوجين اثنين، ذكرا وأنثى، بهما يتم حفظ النوع واستمرار البقاء في هذه الحياة، للقيام بأعباء الخلافة في الأرض وعمارتها وفق منهج الله، وتحقيقا لغاية الوجود الإنساني في التوحيد والعبادة ...