أولا: بعض الأحاديث والآثار الواردة في النهي عن كتابة السنة:
لقد أخرج الأمام مسلم بسنده من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي - قال همام أحسبه قال - متعمدا - فليتبوأ مقعده من النار (١)».
وأخرج الإمام الترمذي بسنده من حديث أبي سعيد الخدري قال: «استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب فلم يأذن لنا (٢)».
وأخرج الإمام أبو داود بسنده من حديث المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: دخل زيد بن ثابت على معاوية فسأله عن حديث؟ فأمر إنسانا يكتبه فقال له زيد: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ألا نكتب شيئا من حديثه فمحاه (٣)» ومن حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: " ما كنا نكتب غير التشهد والقرآن "(٤).
وأخرج الأمام أحمد بن حنبل بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا فقال: ما هذا تكتبون؟ فقلنا نسمع منك، فقال: أكتاب مع كتاب الله؟ فقلنا ما نسمع، فقال: اكتبوا كتاب الله امحضوا كتاب الله، أكتاب غير كتاب الله، امحضوا كتاب الله وأخلصوه، قال: فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد ثم أحرقناه بالنار. قلنا: أي رسول الله أنتحدث عنك. قال: نعم تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. قال: فقلنا يا رسول الله أنتحدث
(١) صحيح مسلم الزهد والرقائق (٣٠٠٤)، سنن الدارمي المقدمة (٤٥٠). (٢) أخرجه الترمذي في أبواب العلم، باب ما جاء في كتابة العلم ٢/ ١١٣٤ (من عارضة الأحوذي). (٣) أخرجه أبو داود في كتاب العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب ٥/ ٢٤٦، ٢٤٧ حديث رقم ٣٥٠٠. (٤) أخرجه الإمام أبو دواد في كتاب العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب ٥/ ٢٤٨، حديث رقم ٣٥٠١.