لغة: نقيض الصالح، والمفسدة خلاف المصلحة (١) كما أن الفساد يعني تغيير الشيء من الحال السليمة إلى الحالة الأخرى، بخروجه عن حدّ الاعتدال، فيقال: فسد اللحم واللبن والفاكهة والهواء: إذا أنتن واعتراه تغير أو عفونة حتى أصبح غير صالح. ثم استعمل لغة في جميع الأشياء والأمور الخارجة عن نظام الاستقامة، كالبغي والظلم والفتنة (٢) فيقال: فسدت الأمور: أي تغيّرت واضطربت، ومنه قوله تعالى:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم: ٤١].
اصطلاحًا: ثمة خلاف في تعريفه بين الفقهاء:
فعند الجمهور: هو ذاته الباطل، قال الرّصّاع (ت: ٨٩٤ هـ): (ما قارنه عدم شرط، أو وجود مانع)(٣) وقال الشربيني (ت: ٩٧٧ هـ): (ما اختل ركن من أركانه، أو شرط من شروطه)(٤) فهو والباطل سواء.
(١) لسان العرب (٣/ ٣٣٥)، والمصباح المنير ص (٢٤٥) (فسد)، ومفردات الراغب الأصفهاني ص (٣٨١). ') "> (٢) المدخل الفقهي العام (٢/ ٦٧٣). ') "> (٣) شرح حدود ابن عرفة (٢/ ٣٧٧). ') "> (٤) مغني المحتاج (٢/ ٣٠). ') ">