وامتثالا لأمره، لا تقدما بين يدي الله ورسوله ..... ، وإلى هذين الأصلين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصد في عبادته وأذكاره ومناجاته، مثل قوله في الأضحية: «اللهم هذا منك ولك وإليك (١)»؛ فإن قوله:" منك " هو معنى التوكل والاستعانة، وقوله:" لك " هو معنى العبادة ".
وقال في موضع آخر: " فإن الإخلاص والتوكل جماع صلاح الخاصة والعامة، كما أمرنا أن نقول في صلاتنا {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(٢)" فهاتان الكلمتان قد قيل إنهما تجمعان معاني الكتب المنزلة من السماء "(٣).
ويذكر ابن القيم أن آية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(٤) متضمنة لأجل الغايات وأفضل الوسائل، فأجل الغايات عبوديته، وأفضل الوسائل إعانته، فلا معبود يستحق العبادة إلا هو، ولا معين على عبادته غيره، فعبادته أعلى الغايات، وإعانته أجل الوسائل ... ، وقد
(١) رواه أبو داود، كتاب الضحايا، باب ما يستحب من الضحايا، ح (٢٧٩٥). (٢) سورة الفاتحة الآية ٥ (٣) دقائق التفسير لابن تيمية (١/ ٢١٢). (٤) سورة الفاتحة الآية ٥