- وقع المنادى بالياء في أثناء الجملة وفي ختامها، كقوله تعالى:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(١)، وكقوله تعالى:{قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}(٢)(٣).
إن النداء له وجوهه البلاغية وأسراره الأسلوبية، يتبين ذلك فيما يلي:
١ - في النداء إقامة علاقة مع شخص آخر، إما للحوار معه وإما لأغراض أخرى تفهم من سياق الكلام.
٢ - فيه حث على الاهتمام بموضوع الكلام ودعوة للتبصر فيه، مما يعطي المضمون قيما رمى إليها المنادي، قال العز بن عبد السلام:
" النداء تنبيه للمنادى ليسمع ما يلقى إليه بعد النداء من الكلام ليعمل بمقتضاه، ولذلك كثر النداء في القرآن "(٤).
٣ - فيه توجيه الأنظار إلى المنادى وتركيز الاهتمام حوله.
٤ - أن فيه ضربا من الإيجاز واختصارا للكثير من الكلام.
٥ - أن فيه تلوينا للكلام والتفاتا بليغا يرغب في استمالة المخاطب، ويبعث الاطمئنان في نفس السامع (٥).
(١) سورة النور الآية ٣١ (٢) سورة طه الآية ٩٥ (٣) دراسات لأسلوب القرآن الكريم ١/ ٣، ٦٢٤، ٦٢٥. (٤) ينظر: الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز ص ٣٣٣. (٥) ينظر: النداء في اللغة والقرآن ١٦٠، ١٦١.