الحسن: قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، من غير أن يعتدي عليه. وروي عنه قال: لا تدع عليه، ولكن قل: اللهم أعني عليه، واستخرج حقي منه (١) ومن العارفين من كان يرحم ظالمه، فربما دعا له: سرق لبعضهم شيء فقيل له: ادع الله عليه، فقال: اللهم إن كان فقيرا فأغنه، وإن كان غنيا فاقبل (توبته)(٢).
وقال إبراهيم التيمي: إن الرجل ليظلمني، فارحمه، قيل له: كيف ترحمه وهو يظلمك، قال: إنه لا يدري لسخط [١/ ١٧٢ أ] من تعرض. وآذى رجل أيوب السختياني، وأصابه أذى شديدا فلما تفارقوا، قال أيوب: إني لأرحمه، إنا نفارقه وخلقه معه! وقال بعضهم: لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنما سعى في مضرته، ونفعك. وقيل لبعض السلف الصالح: إن فلانا يقع فيك، قال: لأغيظ من أمره. يغفر الله لي وله. قيل: من أمره؟! قال الشيطان. وقال الحجاج بن الفراقصة (٣): بلغنا أن في بعض الكتب: من استغفر لظالمه، فقد هزم الشيطان (٤) وقال الفضيل بن عياض: حسناتك من عدوك
(١) تفسير القرطبي ٦/ ١ وابن كثير ٢/ ٣٩٤. (٢) وقع في الأصل ما صورته (فاقبل بظلمه) ولعل الصواب ما أثبتناه. (٣) هو حجاج بن فراقصة الباهلي البصري، صدوق، عابد، يهم. الحلية ٣/ ١٠٩. تهذب ٢/ ٢٠٤. تقريب ٢/ ١٥٤. (٤) حلية الأولياء ٣/ ١٠٩.