[و] لا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده، بل قد يكون معناهما متفقا أو متقاربا. كما قال عبد الله بن مسعود:"إنما هو كقول أحدكم: أقبل وهلم وتعال "(١).
وقد يكون معنى أحدهما ليس هو معنى الآخر، لكن كلا المعنيين حق، وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض. وهذا كما جاء في الحديث المرفوع عن النبي صلى (١ / ب) الله عليه وسلم في هذا، حديث: «أنزل القرآن على سبعة أحرف (٢)»: إن قلت: غفورا رحيما، أو قلت: عزيزا حكيما؛ فالله كذلك، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة"، وهذا كما في القراءات المشهورة:.
(١) أورده أبو شامة في المرشد الوجيز ص ٨٩ (٢) صحيح البخاري فضائل القرآن (٤٩٩٢)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨١٨)، سنن الترمذي القراءات (٢٩٤٣)، سنن النسائي الافتتاح (٩٣٨)، سنن أبو داود الصلاة (١٤٧٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٣)، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٧٢).