به بيننا وبين معاصيك» (١) وبلغ من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الدعاء أنه قلما يقوم من مجلس حتى يدعو لأصحابه بهؤلاء الدعوات، كما روي في هذا الحديث.
ب- ومن أذكار طرفي النهار ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرشد أبا بكر رضي الله عنه لأن يقول في دعائه: «أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشِرْكه (٢)» (٣) أي: أعوذ بك من ظهور السيئات الباطنة التي جبلت النفس عليها، وأعوذ بك من وسوسة الشيطان وإغوائه وإضلاله (٤)((فذكَر مصدري الشر، وهما: النفس والشيطان)) (٥)
ج- ومثله الدعاء الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم:«اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي»(٦) أي: وجّهني لما يرضيك وما فيه صلاحي، واعصمني
(١) أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الدعاء، باب الجوامع من الدعاء، ٢/ ١٢٦٤ رقم ٣٨٤٦، وصححه الألباني. (٢) وشِرْكه: ويُرْوى بفتح الشين والراء: أي حَبَائِله ومَصَايده. النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير ٢/ ١١٤٤. (٣) أخرجه الترمذي في سننه، الدعوات ٥/ ٤٦٧ رقم ٣٣٩٢، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح))، وصححه الألباني. (٤) ينظر: تحفة الأحوذي، للمباركفوري ٩/ ٢٣٧، فيض القدير، للمناوي ٤/ ٥٢١. ') "> (٥) بدائع الفوائد، لابن القيم ٢/ ٤٣٥، وينظر: إغاثة اللهفان، لابن القيم ١/ ٩١. ') "> (٦) أخرجه الترمذي في سننه، الدعوات ٥/ ٥١٩ رقم ٣٤٨٣ بنحوه، وقال: ((هذا حديث غريب))، والحاكم في المستدرك ١/ ٥١٠، وقال: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)) وأقره الذهبي، وقد صحح الحديث بعض أهل العلم. ينظر: الورد المصفى ٦٦ هامش ١٠٠.