فساق قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي من أهل الغنى، منهم عبد الرحمن (١)، وكان أحد شهود صلح الحديبية بين المسلمين وقريش (٢)، ثم نحر بدنات له ساقها من المدينة، وعاد مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
وشهد غزوة خيبر التي كانت في شهر المحرم من السنة السابعة الهجرية (٣)، فوقع سهم عبد الرحمن مع قسم من الصحابة في (الشق) من خيبر، وقد جعل على كل مائة رأس من المسلمين رأس يعرف يقسم على أصحابه ما خرج من غلتها، فكان عبد الرحمن أحد الرؤساء (٤).
وشهد غزوة فتح مكة التي كانت في شهر رمضان من السنة الثامنة الهجرية (٥)، فلما طلعت كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضراء، ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته القصواء بين أبي بكر وأسيد بن حضير وهو يحدثهما، فقال العباس لأبي سفيان بن حرب:(هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار، فيها الرايات والألوية، مع كل بطن من الأنصار راية ولواء، في الحديد، لا يرى منهم إلا الحدق)، ويقال: كان في الكتيبة ألف دارع. وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته سعد بن عبادة وهو أمام الكتيبة، فلما مر سعد براية النبي صلى الله عليه وسلم نادى:(يا أبا سفيان! اليوم يوم الملحمة (٦)، اليوم تستحل الحرمة! اليوم أذل الله قريشا!)، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: «يا رسول الله! أمرت بقتل قومك؟! زعم سعد ومن معه حين مر بنا قال: يا أبا سفيان! اليوم يوم الملحمة! اليوم تستحل الحرمة! اليوم أذل الله قريشا! وإني أنشدك الله مع قومك، فأنت أبر الناس، وأرحم وأوصل الناس (٧)»). قال عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان: (يا رسول الله! ما نأمن سعدا أن يكون منه في