٣ - وأما إجماع المحققين من العلماء: فقد ذكر عن البخارى أنه سئل عن الخضر وإلياس، هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا؟ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أرأيتكم ليلتكم هذه، قال: على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض أحد»(٢)
قال وممن قال إن الخضر مات: إبراهيم الحربي، وأبو الحسين بن المنادي وهما إمامان، وكان ابن المنادي يقبح قول من يقول: إنه حي.
وحكى القاضي أبو يعلى موته عن بعض أصحاب أحمد، وذكر عن بعض أهل العلم أنه احتج بأنه لو كان حيا لوجب عليه أن يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني»(٣)
(١) صحيح البخاري كتاب العلم باب السمر في العلم ١/ ٢١١، وصحيح مسلم بشرح النووي ١٦/ ٩١. (٢) صحيح البخاري كتاب العلم باب السمر في العلم ١/ ٣٧. (٣) مسند الإمام أحمد ١/ ٣٨٧، وأخرجه أبو يعلى في مسنده عن جابر، ٤/ ١٠٢، ح ٢١٣٥، والبزار في كشف الأستار، كتاب العلم باب اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ١/ ٧٨، ح ١٢٤، والهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ١٧٤، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما.