بهذه الصلة (١) وهذه الآية تشير إلى ما سبق بيانه من فضيلة الإخلاص في الإنفاق وفضيلة الاتباع.
وقوله {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} في إعرابها وجهان (٢) أحدهما: أن يكون مرفوعا بالابتداء وخبره الجملة من قوله {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} والثاني: أن {الَّذِينَ} خبر لمبتدأ محذوف أي: هم الذين ينفقون. وفي قوله:{لَهُمْ أَجْرُهُمْ} على هذا وجهان: أحدهما: أنها في محل نصب على الحال والثاني: - وهو الأولى - أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب كأنها جواب سائل قال: هل لهم أجرهم؟
{ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ} ثم للتراخي والترتيب " التراخي في الزمان نظراً للغالب من أن وقوع المن والأذى يكون بعد الإنفاق بمدة. وقيل: المراد التراخي في الرتبة وأن رتبة عدمها أعظم في الأجر من رتبة الإنفاق"(٣) وهي موجبة للترتيب، لكن بمهلة وفصل (٤)
(١) التحرير والتنوير ٣/ ٤٢. ') "> (٢) ينظر الدر المصون/السمين الحلبي ١/ ٦٣٥/٦٣٦. ') "> (٣) الفتوحات الإلهية/الجمل ١/ ٢١٨. ') "> (٤) الواضح في أصول الفقه/لأبي الوفاء ابن عقيل ١/ ١١٦، وينظر حاشية الدسوقي١/ ١٢٧ ومتن مغني اللبيب/ابن هشام ١/ ١٢٧ بهامش الحاشية، شرح ابن عقيل ٢/ ٢٢٧.