{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، وحكم على أهل القنوط بالضلال (١)(٢) كما قال تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ}، ومعلوم أن كل كفر ضلال، وليس كل ضلال كفرًا فقد قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام:{قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}، كما قال الله تعالى:{فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ}، وقال عز وجل لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم:{وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى} وليس الضلال في هذه الآيات بمعنى الكفر.
٢. أنه لا فرق بينهما، ووصفُ أهل اليأس بالكفر وأهل القنوط بالضلال لا يدل على الفرق، فالضَّلالُ والكفرُ يجتمعان، ويقال: هو ضالٌّ، ويقال: هو كافر فهما وصفان مترادفان؛ فالكفر يسمَّى ضلالاً؛ كما قال الله تعالى:
(١) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص ٥١٠. (٢) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص ٥١٠. ') ">